كثيراً ما نقابل في حياتنا اليومية نماذج من الشخصيات الذين يحتاجون إلى من يلبي لهم كافة احتياجاتهم ، وقد يري البعض أن ذلك أمراً طبيعياً في ظل التطور التكنولوجي السريع والذي أصبح معتمد عليه من قبل الكثيرون ، والبعض الآخر قد يعتقد أن ذلك أمراً قد يصل بصاحبه الى حد الإضطراب النفسي، حيث تنوعت الأراء التي تناولت هذا الموضوع ، ولكن اليوم نلقي الضوء علي رأي الطب النفسي في ذلك ، ولكن قبل ذلك أولاً علينا أن نعرف ما هي الشخصية الإعتمادية؟ وما هي أوصافها ؟
المحتوى
ما هي الشخصية الإعتمادية ؟ وهل هي أحد الإضطرابات النفسية ؟
يؤكد علماء النفس علي أن ” الشخصية الإعتمادية ” هي ما تحتاج دائماً لمن يتولي مسئوليتها،
ومن يقوم بتلبيه احتياجاتها الأساسية، وقد تتعطل حياتها عند غياب هذا الشخص، وبالطبع هذا أحد أنواع الإضطراب النفسي بالشخصية.
وكما يشير علم النفس الى أن غالباً ما يكون هؤلاء الأشخاص مفتقدين للثقة بأنفسهم ، وربما الكثير منهم يعاني من ضيق وقلق شديد عندما يكون وحيدًا و لو لفترة قصيرة من الزمن.
حقائق مؤكدة عن الشخصية الاعتمادية
1- تبلغ نسبة الإصابة باضطراب الشخصية الإعتمادية إلى حوالي 2.5% من مجمل الإصابة بكافة أنواع اضطرابات الشخصية.
2- ترتفع نسبة الإصابة باضطراب الشخصية الإعتمادية في النساء عن الرجال، كما تزداد نسبة الإصابة بهذا النوع من الأضطراب في الأشخاص الذين يعانون من مرض مزمن منذ الصغر، مما يدفعهم الي زيادة الإعتماد على من حولهم.
ما هي الأعراض المصاحبة لإضطراب الشخصية الإعتمادية ؟
يصاحب هذا النوع من الأضطراب في الشخصية مجموعة من الأعراض من بينها:
1- عدم القدرة علي اتخاذ أي قرارات في ظل عدم وجود من يقدم له النصيحة ويدعمه ويوفر له الشعور بالأمان.
2- دائماً ما تجده يهرب من أي مسئولية، فقد يصاب بالقلق الشديد والتوتر إذا تم إسناد أي دور قيادي إليه ، فهو دائماً يفضل أن يظل تابع لمن حوله.
3- يكره الوحدة ولا يفضل أن يظل بمفرده ولو لوقت قصير ، فتجده دائماً يسعي لوجود شخص بحياته يعتمد عليه.
4- دائماً ما يمتلئ كلامه بالأفكار التشاؤمية وسلوكه بعدم الثقة بالنفس والخوف من اظهار رغباته الجنسية وميوله العدوانية.
5- دائماً ما يتقبل أي أشخاص في حياته، حتي وإن كان ذلك يحمل له الكثير من الأضرار ، خوفاً من أن يبقي بمفرده ويفتقد الأحساس بالإرتباط.
6- يجد صعوبة بالغة في التعبير عن الاعتراض أو مخالفة الرأي، بسبب خوفة الدائم من فقد الدعم والطمأنينية.
كيف يتم علاج هذا النوع من اضطراب الشخصية ؟
بالطبع تتوفر العديد من الطرق والأساليب التي يتم من خلالها معالجة اضطراب الشخصية الإعتمادية ، ومن بينها:
أولاً: العلاج النفسي والسلوكي
حيث يعتمد الطبيب النفسي من خلال هذه الخطوة رفع بصيرة المريض لهذا السلوك الإعتمادي الذي يفعله، وارشاده إلى أبسط الطرق لكي يكون أقل إعتماديه وأكثر ثقة بالنفس.
ثانياً : العلاج الدوائي
وتقتصر دور هذه الخطوة علي معالجة الأعراض المصاحبة لهذا النوع من الإضطراب أثناء فترة العلاج مثل القلق والتوتر والأكتئاب ، والتي غالبا ما يعاني منها المريض أثناء هذه الفترة.
تم التحديث في 23 ديسمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان