التبغ أحد المواد التي فرضت نفسها بقوة في العديد من المجتمعات، تلك المادة التي تقضي وقتاً طويلاً بين أصابع الكثيرون، فيخيل لهم انهم هم المتحكمين بها، ولكن حقيقة الأمر أن تلك المادة هي التي تتحكم بحياتهم.
تاريخ التبغ
اكُتشفت مادة التبغ لأول مرة علي يد كريستوفر كولمبس عام 1492 ، وذلك أثناء رحلته لاكتشاف الأمريكتين الشمالية والجنوبية.
وكانت بداية تعارفه عليها من خلال شعوب الهنود الحمر، حين رآهم يحرقون هذه المادة ويستخدمون ادخنتها في بعض الطقوس الدينية، كما كانوا يدخنوا هذه المادة بواسطة الأنابيب، ويستخدموا لفائف أوراق التبغ كدواء لعلاج آلام الرأس وعلاج التقرحات.
من هنا جاء فكرة لكريستوفر باصطحاب هذه المادة إلى أوروبا، ومن ثم انتشر في الشرق الأوسط وبقية أنحاء العالم.
أما عن مسمي التبغ أو ( توباكو ) فهو أحد الأسماء المشتقة من اسم مقاطعة ( توبدوس ) في المكسيك وهو لفظ يطلق علي اسم الأنبوب المزدوج الذي يستخدم لتدخين نبات التبغ هناك.
وعن اسم ( النيكوتين ) هو مشتق من اسم السفير الفرنسي في البرتغال جون نيكوت، وهو أول من قام بتجربة التدخين وشجع الفرنسيون علي القيام بذلك، وذلك عام 1840.
بداية التبغ في الدول العربية
كانت بدايات التبغ في الدول العربية بدولة العراق، وذلك بعد انتشرت زراعته بشكل كبير في دول اوروبا والدول الخاضعة للدولة العثمانية آنذاك .
وكانت المناطق الشمالية هي الأنسب لزراعته لتوافر الظروف الطبيعية الملائمة للزراعة ، ولم يسجل لهذه المادة أي نشاط صناعي خلال هذه الفترة، بل اقتصر نشاطها علي بيعها من جانب المزارعين إلى التجار، والذين بدورهم يقومون بتفتيت الأوراق وانتزاع العروق ونخله جيداً بما يتوافق مع رغبات المدخنين، ثم بيعه علي هيئة لفائف لتدخينها باستخدام النرجيلة ( الشيشة ) ، وفي عام 1926 تم تأسيس أول معمل لتصنيع السجائر في العراق .
مكونات التبغ
في عام 1930 بدأ الأبحاث الجدية للوقوف على أضرار التدخين، وذلك بعد حدوث أكثر من من مليون حالة وفاة خلال عام واحد في الدول والأماكن التي يوجد بها أعلي معدلات استخدام التبغ بالمقارنة بالدول والمناطق الأخرى في العالم.
حيث أكدت هذه الابحاث أن مادة التبغ تحتوي علي أكثر من 400 الاف مادة كيميائية، من بينها حوالي 60 مادة مسببة للسرطان، وكان علي رأس هذه المواد مادة النيكوتين التي تحتوي علي عدد كبير من المواد السامة، ومن بين هذه المواد:
1- اوكسيد النيتروجين الذي يمثل نسبة (2-8%) من مركبات التبغ، الذي يكون مادة نايتروسيومايد المسببة للسرطان الرئوي.
2- الامونيا التي تسبب تهيج وضيق بالجهاز التنفسي واغشية العين.
3- اكرولين وهي احدي المواد السامة للشعيرات الخلوية بالجهاز التنفسي والمهيجة له.
4- ميثايل سوسنلاوي مادة سامه للرئتين.
5- هدروجين سينال وهو مادة سامة
6- فينول
7- بينزول بايرين مادة سرطانية للرئتين
8- بنزينات مسببة لسرطان الدم
9- بالاضافة الي جزئيات من القطران التي تخترق أنسجة الرئة ومنها إلى المخ خلال 30 ثانية ، حاملة بين ثناياها 2000 مركب جميعهم مسببين لمرض السرطان، بالإضافة إلى بعض المواد السامة للغشاء المخاطي وشعيرات للجهاز التنفسي ، مما يسبب انسداد المجري التنفسي.
تم التحديث في 27 مارس,2019 بواسطة موسوعة الإدمان