إن تعريف ادمان الانترنت من المصطلحات التي أصبحت بحاجه إلى شرح وافى وتفصيلي لأبعادها لان ادمان الانترنت الأن أصبح واقع بالفعل يفرض نفسه علينا وأصبحنا بحاجه ماسة أن نتعرف على ما هو ادمان الانترنت فمعرفة المصطلح وتفسيره سوف يساعد كثيرا في تخطى كل مردودات تلك المشكلة التي أصبحت ضيفا على معظم الأسر في مجتمعاتنا وأصبح تعريف ادمان الانترنت يدرس أكاديميا وعلميا .. لذا نحن بحاجه فعلية أن نلقى الضوء على هذا المصطلح ونتناقش حوله وفق كافة الدراسات التي تناولته بالبحث والتدقيق.
وقبل أن نخوض في تعريف الادمان على الانترنت ، لابد أن نجيب على سؤال قد يطرحه البعض مستغربا أو مستهجنا وهو:
هل الانترنت يمكن أن يتحول إلى ادمان؟
والإجابة إذا أصبح استخدام الانترنت بالنسبة لك آخى الكريم عادة يومية وسلوك يومي لا ينقطع وتشعر بالضيق والكآبة لمجرد عدم قيامك بتلك العادة في موعدها المعتاد بالإضافة إذا كنت تدخل إلى عالم الانترنت بدون هدف محدد ولكن لمجرد أن نفسك اعتادت على هذا النشاط فضلا على انك معتاد على الدخول على نوع محدد من مواقع الانترنت دون غيره كمواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع الدردشة أو مواقع الألعاب .. إذا كان هذا هو سلوكك مع الانترنت وتلك عادتك معه ، نستطيع أن نقول لك بمليء الفم انك مدمن انترنت وتحول سلوكك مع الشبكة العنكبوتية إلى سلوك إدماني بحاجه إلى معالجة.
وربما يسأل البعض هل تعريف ادمان الانترنت يختلف من شخص لأخر أو من مجتمع إلى أخر …
الإجابة هي “لا” لأن مصطلح الإدمان كتصرفات إنسانية تجاه الشيء المدمن عليه لا تختلف من إنسان لغيره ولا ترتبط بمجتمع أو بمستوى معيشة فقد أثبتت الدراسات أن اى شخص يقضى على الانترنت أكثر من عشرون ساعة أسبوعيا خارج نطاق عمل وظيفي محدد مفروض عليه فهو فعليا قد أصبح مدمن على الانترنت.
تاريخ تعريف ادمان الانترنت
ما هو تاريخ ذلك المصطلح وتلك الدراسة الخاصة بمناقشة وضع تعريف لإدمان الانترنت في حقيقة الأمر يرجع الفضل في وضع أول تعريف لادمان الانترنت وان شئت أن تقول أول دراسة علمية تناولت تعريف ادمان الانترنت كان لعالمة النفس الأمريكية كيمبرلى يونغ وكان ذلك عام 1994 م وتعد تلك الدارسات التي قامت بها العالمة يونغ استباقية بل وعبقرية تسبق انتشار ادمان الانترنت الذي لم يظهر اثر إدمانه بشكل فرض نفسه على الواقع إلا عام 2000 م وفى حقيقة الأمر إن كيمبرلى يونغ أكدت أن كل من يتجاوز استخدامه لشبكة الانترنت 38 ساعة أسبوعيا فهو يعد مدمنا وخالفت في ذلك علماء لاحقين أكدوا أن المعدل 20 ساعة أسبوعيا لكي نصف الشخص بالمدمن وربما يرجع هذا الاختلاف إلى أن في عام 1994 تاريخ أبحاث كيمبرلى يونغ لم يكن الانترنت انتشر بهذا الشكل الكثيف ولذا لم تكن العينات الخاضعة للدراسة معبرة كثيرا عن عمق المشكلة إلا انه تبقى دراسات يونغ التي ناقشت تعريف ادمان الانترنت هي الأفضل والأعمق على الإطلاق.
ومما سبق نستطيع أن نلخص تعريف ادمان الانترنت في:
انه حاله سلوكية يعتاد فيها الشخص أن يتعامل بشكل يومي دون انقطاع مع شبكة الانترنت ويشعر بتغيرات مزاجية تصل إلى حد الكآبة والانفعال إذا حالت ظروف أو منع من ممارسة عادته اليومية مع شبكة الانترنت.
وهنا لابد أن نشير:
أن علماء الطب النفسي اختلفوا كثيرا حول إطلاق مصطلح إدمان على الانترنت فهناك فريقان:
الأول: يرى أن الاعتياد المرضى على استخدام الانترنت لا يمكن أن يطلق عليه إلا إدمان لما يتوافر فيه من كل أركان الإدمان من الاعتياد النفسي – وصعوبة ترك مصدر الإدمان إلى حد قد يوجد أعراض انسحابيه كما في المخدرات وان كانت بالطيع اقل حدة.
الثاني: يرى أن لفظ إدمان لا يطلق إلا على مواد مادية يتناولها الإنسان ويصبح جسده معتمدا عليها واى ابتعاد عن تلك المواد تسبب إيقاف حقيقي لرغبة الإنسان في الحياة . وبالتالي تحتاج مراكز صحية مؤهلة ليعالج منها دوائيا ونفسيا وهذا ما لا يرونه متوفرا في حالة الانترنت.
وعموما أخي الكريم، اتبع في حياتك مبدأ الوسطية والاعتدال حتى لا تتحكم فيك عادة أو سلوك …… كن حرا.
تم التحديث في 30 ديسمبر,2016 بواسطة موسوعة الإدمان